في عالمٍ يعجّ بالضجيج والمشتتات، تصبح العزلة نعمة نادرة لا يدركها إلا القليل. يظن البعض أن الابتعاد عن الناس أو الجلوس وحيدًا هو نوعٌ من الكسل أو الحزن، لكن الحقيقة مختلفة تمامًا. ففي العزلة، نكتشف أنفسنا من جديد، ونسمع أفكارنا بوضوح دون مقاطعة، ونتأمل الحياة من زاوية مختلفة وأكثر عمقًا.
العديد من المبدعين والكتّاب والفنانين وجدوا في العزلة بيئة خصبة للخلق والإنتاج، حيث تتلاشى الأصوات الخارجية ويعلو صوت القلب والعقل. ليست العزلة هروبًا، بل هي عودة إلى الذات، إلى الجوهر الحقيقي للإنسان بعيدًا عن التمثيل والتظاهر والمجاملات الاجتماعية التي قد تستهلك الطاقة.
العزلة ليست للجميع، ولا يجب أن تكون دائمة، لكن جرعة صغيرة منها بين الحين والآخر كفيلة بتجديد الروح وتصفية الذهن. إنها فرصة للقراءة، للكتابة، للتفكير، أو حتى للصمت فقط.
في نهاية الأمر، ليس المهم أن تكون دائمًا محاطًا بالناس، بل أن تكون محاطًا بأفكارك، بأحلامك، بذاتك… فهناك، في زوايا العزلة الهادئة، تبدأ الحكايات العظيمة.