في لحظة هادئة من الليل، جلس “سامي” على شرفته يتأمل السماء. كان يشعر بثقل السنوات الماضية، وكأنه يسير في دوامة من التكرار والروتين. كان يعمل في وظيفة لا يحبها، ويعيش حياة لا تشبهه. لكن في تلك الليلة، خطر له سؤال بسيط: “هل هذه هي الحياة التي أريدها فعلًا؟”
في اليوم التالي، اتخذ قرارًا جريئًا. قدّم استقالته، وسافر إلى مدينة جديدة لم يعرف فيها أحدًا. كان القرار مخيفًا، لكنه كان يشعر للمرة الأولى بالحرية. بدأ من الصفر، وافتتح متجرًا صغيرًا لبيع الكتب المستعملة — شغفه القديم.
مرت السنوات، وكبر المتجر وكبرت معه أحلامه. لم يكن النجاح سهلاً، لكن كل يوم كان يشعر بالامتنان لأنه اختار أن يستمع إلى صوته الداخلي.
القرار الذي اتخذه ذات ليلة لم يكن مجرد تغيير مكان أو وظيفة، بل كان إعادة تعريف لمعنى الحياة ذاتها. فالحياة لا تُقاس بعدد السنوات، بل بعدد القرارات الشجاعة التي نتخذها رغم الخوف.